الخميس، 27 مايو 2010

الذهب

     بداية، تنبع اهمية الذهب من المزايا التي يتمتع بها كفلز ثمين " قيمته الذاتية مرتفعة" بسبب ندرته النسبية المرتفعة وللثبات النسبي في القيمة قياسا الى غيره من السلع وذلك لضالة الانتاج منه، والليونة وقابليته للسحب والتشكيل ومقاومته للتأكل، وغير قابل للتلف وسهل الخلط مع الفلزات الاخرى. فيدخل في صناعات كثيرة في الالياف الصناعية، وفي طب الاسنان ومحاليل علاج الروماتيزم وعلاج بعض انواع السرطان. بالاضافة الى استخدامه كزينة لبريقه وجاذبيته وبقائه دون تغير ويحافظ على قيمته من التأكل.
وقد استخدم الذهب كوحدة نقدية على مر العصور عند العديد من الشعوب والحضارات والدول بسبب تلك المزايا، ولايزال احد وسائل تمويل المدفوعات والاحتياطيات الدولية .
فتدرج استخدامه من نظام الذهب وفق الوزن، ثم نظام المسكوكات الذهبية والذي حدد وفقا للعيار والوزن بقيمة معينة، ونظرا للتكاليف والمخاطر لنقل كميات الذهب، اقتضى الامر التحول الى نظام السبائلك الذهبية، اي الاحتفاظ بسبائك ذهبية مقابل النقود الورقية الإلزامية، وكان نتيجة ظهور ما يسمى بنقود الودائع،  وظل الإصدار النقدي مقيدا بكمية الذهب باعتبار ان الذهب وحده هو النقود الحقيقية بحسب اراء الكلاسيكيين ومن ثم لابد ان يقيد اصدارها بمالايزيد عما في حوزة البنوك المركزية من ذهب (غطاء كامل). وحين ازداد الطلب على الذهب بعد الحرب العالمية الاولى كنظام نقدي لبعض الدول، وكذلك طلبه كسلعة استهلاكية، وكان المخزون منه لايكفي لمواجهة الطلب، ظهر نظام الصرف بالذهب، اي ارتباط عملة بلد معين بالذهب عن طريق ربطها بعملة بلد اخر يسير بنظام الذهب. وبسبب تغير الظروف الاقتصادية والدولية منها وعدم توافر متطلبات تشغيلية بكفائاة ادى التوقف عن العمل بنظام قاعدة الذهب الدولية ليصبح الغطاء لاصدار العملة المحلية، مقدار مايمتلكه من عملات اجنبية وذهب وحقوق سحب خاصة، والتي يتم زيادتها عن طريق زيادة الصادرات. واصبح الذهب فقط احد ادوات التسوية للمدفوعات والاحتياطات الدولية .
 ويقبل الناس على الذهب سواء لغرض الادخار خاصة في فترات انخفاض قيمة العملات والتضخم واثناء الحروب وفترات عدم الاستقرار السياسي لما يتحلى به الذهب من ثقة ومزايا ومنها حفظه للقيمة من التآكل وسهولة تحويله إلى لنقود. او للزينة بسبب خواصه الاخرى.
وفي اليمن يقتنيه الناس وبالذات النساء للزينة ومقابلة الاحتياجات المستقبلية للطوارىء والازمات والمشاكل واوقات الضيق والحاجة والمناسبات المفاجأة التي تتطلب انفاق يتسم بالمفاجأة " المناسباتي". ويعود ذلك نتيجة الارث الثقافي والعادات والتقاليد التي تعظم شأن الذهب وحامله والذي اصبح عاملا نفسيا. وايضا بارتباطه بالكثير من المناسبات التقليدية. هذا فضلا عن ندرة الخيارات الاخرى للحفاظ على النقود من التأكل والتلف ولعوامل التخلف وضعف الوعي المصرفي.
الا انه لايمكن اعتباره كمحفظة استثمارية، لعدم تغير اسعاره بشكل دائم، ففي الظروف العادية يكون عديم المخاطر ولايرجى من الاقتناء منه وشرائه جني ارباح. ولذا فهو مال جامد ومعطل بالتالي فيخسر المجتمع تكلفة الفرصة البديلة لاستثماره في مشروعات متصلة تعمل على تسريع الزيادة في ماينتجه المجتمع. وتزداد المضاربة بالذهب في الظروف غير المستقرة دوليا، ولا ينصح بشرائه للمضاربة في هذه الفترات للإنسان العادي، أي الأوقات التي تهتز ثقة الناس بالوضع الاقتصادي ( التضخم والتقلبات الاقتصادية) وبالعملات الاجنبية. فيتجه الناس للذهب كملاذ آمن، خاصة اذا تعرض الدولار لهزات عنيفة وشديدة كما حدث مؤخرا اثناء الازمة العالمية، على الرغم بان الدولار يمثل ملاذا آمنا هو الاخر نظرا لانه يمثل 60 % من الاحتياطي النقدي العالمي واهم اداءة تسوية مدفوعات دولية.
وعليه فان المضاربة على الذهب باعتباره سلعة تتم فقط في الظروف غير الطبيعية وفي حال تغير الظروف والعوامل التي تؤثر على اسعاره والمتمثلة في الاتي :
حجم الكميات المنتجة منه بالزيادة والنقصان، ونادرا ما يشهد إنتاج الذهب زيادات كبيرة، مدى اقبال الافراد كاحتياطي للظروف او للاستهلاك وكذلك الدول كاحتياطي نقدي ولتسوية المعاملات الدولية، وحدوث تقلبات اقتصادية وسياسية واجتماعية والتغيرات في اسعار الدولار والذي يرتبط بعلاقة عكسية معه. ومن المتوقع أن يزداد الطلب على الذهب وارتفاع اسعاره اذا ما استمر التدهور الاقتصادي للولايات المتحدة الامريكية.
ولاحظنا مؤخراً ارتفاع اسعاره نتيجة أزمة اليونان وبواد ازمة في البرتغال واسبانيا وماتبعه من انخفاض لقيمة اليورو. وهذا يعني ارتباط الذهب بعلاقة عكسية مع العملات الاجنبية والتي تعد جزء من الاحتياطي النقدي الدولي.

نشرت في صحيفة الاقتصاد اليوم عدد شهر مايو 2010

الأربعاء، 26 مايو 2010

التعليم الجامعي

الدكتور/ صلاح المقطري أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء اعتبر فتح الجامعات بناء على قرارات سياسية إحدى معضلات التعليم الجامعي، مشيرا إلى أن افتتاح جامعات جديدة يتطلب دراسة أولية لمدى الاحتياجات، وأشار إلى أن قيام جامعات لا أهداف لها ولا رؤية  معينة عبء على التنمية، مشيرا إلى أن هناك فروقات كبيرة بين احتياجات الماضي والحاضر حيث كانت اليمن في فترة السبعينات والثمانيات والتسعينات بحاجة إلى كليات التربية وكانت مدعومة من قبل دول أخرى تعطي 100 دولار لكل طالب أي 900 ريال حينها، مشيرا إلى أن بعض الأقسام الدراسية أضحت عبئا على التعليم الجامعي ولم تخضع للتحديث فالمقررات الدراسية تعود إلى السبعينات والثمانيات وكشف المقطري عن ازدواج التخصصات في أكثر من كلية في نطاق جامعة صنعاء ككلية العلوم واللغات والتربية وجميع تلك الأقسام بحاجة إلى قسم واحد. وأكد المقطري ان التغيير يعتمد على إعداد معايير الجودة ومواصفات علمية تشمل سياسة القبول وتقسيم الأقسام الدراسية، مشيرا إلى أن الكثير من الأقسام سيتم وقفها حالما يتم تقييم الوضع الحالي وكذلك إلغاء الكثير من المواد الدراسية واختتم المقطري تصريحه بالتأكيد على أن التعليم السيء سينعكس سلبا على التنمية والتعليم الجيد أثبت في العالم أجمع انعكاسه الإيجابي على التنمية، مشيرا إلى أن الشخص المتعلم أكثر إنتاجية ويعد مكسبا للإنتاج القومي والدخل القومي.
http://www.alwasat-ye.net/index.php?action=showDetails&id=1989

الأربعاء، 5 مايو 2010

تدهور سعر الريال اليمني


الدكتور صلاح ياسين المقطري أستاذ الاقتصاد المساعد بجامعة صنعاء من جانبه يقول: إن أسباب تدهور سعر الريال متشابكة ومتعددة ليختلط السياسي بالاقتصادي بالاجتماعي بالأمني. والجميع يلاحظ أننا لا نزال نعتمد على مورد النفط، والتي تمثل 70 في المائة من إيرادات الموازنة العامة، و90 في المائة من الصادرات، 30 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، بينما ظلت مساهمة القطاع غير النفطي متواضعة ومحدودة، فمعدّل نمو الناتج المحلي الحقيقي غير النفطي انخفض من 7,5 في المائة عام 2008 إلى 4,5 في المائة عام 2009، فالقطاعات الواعدة كالأسماك والسياحة في تناقص