الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

مقابلة في صحيفة 26 سبتمبر حول الذكرى 51 للثورة اليمنية

الأربعاء, 25 سبتمبر 2013 --> العدد 1729 - اقتصاد ومال
أما الدكتور صلاح المقطري أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء فقد بدأ حديثه بالقول:


 في الماضي كنا نقول ستأتي الذكرى الخمسون للثورة اليمنية وقد تطورت اليمن.. الواحد لما يكون صغير يحلم ولا يعرف طبيعة البيئة التي هو فيها وما هي المآلات وطبيعة السلطة الحاكمة.. اليمن مرت من عام 1962م وحتى الآن بفترة صراعات ولم تستقر نهائياً، حتى فترة ال33 سنة لعلي عبدالله صالح لم تكن مستقرة لو تلاحظ لا يمكننا عزل الجانب الاقتصادي عن الجانب السياسي والجانب الاجتماعي نهائياً لأنه في الأخير أي عقد اجتماعي بين الحاكم والمحكوم يضمن للناس كيف أدير لك هذه الثروة هذا المجتمع وأعدل في توزيع الثروة، في الأخير الصراع هو صراع على سلطة وثروة، ودائماً منذ ما قبل عام 1960م كان الصراع في اليمن على السلطة من أجل الحصول على الثروة.. ورغم الثورة اليمنية التي ذهب ضحيتها خيرة أبنائه الشهداء إلا أنه لم يحدث أي تغيير في أيديولوجيات الحاكم لخدمة الشعب ولذلك هناك فئة معينة تحاول منذ ما قبل الثورة الاستحواذ على السلطة والثروة في اليمن ومن خلال استخدام كافة الأسلحة المناطقية والقبلية والمذهبية وغيرها للحصول على هذه السلطة والحفاظ عليها إذ لا يمكن أن تحدث تنمية اقتصادية واجتماعية حقيقية ما لم يتم حلحلة هذه المشاكل.. هذه المشاكل في اليمن لم تحل فأنا أعرف من خلال قراءة التاريخ منذ عام 1918م كانت الطائفية في أوجهها عندما تم غزو المناطق الشافعية من قبل الزيدية، والآن ما زالت كذلك بدليل أن الجيش ما زال طائفياً فهناك ثلاث محافظات في الجمهورية هي المسيطرة على الجيش.. إذاً الفكرة هي كيف أنت تمسك بزمام القوة من أجل تحصل على هذه الثروات، الدليل الآخر لماذا كل هذه الزحمة على أمانة العاصمة وكل الناس يريدون أن يتوظفوا في أمانة العاصمة، أعرف أنه في كل دول العالم ان التنمية تحدث في المناطق الساحلية وليس العاصمة أو في الأوساط، فمثلاً صنعاء مساحتها لا تتجاوز 400 كيلو متراً مربعاً تستحوذ على معظم ثروات اليمن وتمتص كل موارد المجتمع اليمني من جباية وضرائب ولا تستفيد منها المحافظات الأخرى في إعادة تنميتها اقتصادياً، لأن هناك أصوات كثيرة تطالب بالفيدرالية. 
تراكمات
وعدم حلحلة هذه الأسباب السابقة التي ذكرتها أدى إلى هذه التراكمات وأدت إلى تحقيق مكاسب شخصية ولم توجد تنمية، أنا فعلاً أستخدم المناطقية من أجل تنمية منطقتي وهذا الذي حدث منذ عام 1962م وحتى الآن حتى بعد الوحدة حدث نفس الشيء رغم أنه كان في اتفاق لكنه تم نقضه في حرب صيف 1994م وبدأت من جديد إعادة السلطة والثروة إلى نفس المناطق، حيث تم تسريح أغلب العسكريين الجنوبيين كونهم يشكلون قوة للجنوب وبالتالي القيام من يدينون لهم بالطاعة والولاء من القوة العسكرية في المحافظات الجنوبية لإحكام القبضة عليها والاستحواذ على الثروات ومعاقبة كل من يجرؤ على محاسبته.. التنمية الحقيقية لن تتم إلا من خلال التوزيع العادل للسلطة والثروة.
اليمن منذ الستينيات وحتى الآن تستقي الدعم من الهيئات الدولية ولا يوجد فيها بنية اقتصادية حقيقية.. حتى الخطط الخمسية التي وضعت كل شكلية ولم تطبق على أرض الواقع ولم توجد مشاريع استراتيجية استفادة منها اليمن.. من أجل احداث تنمية لابد من تطبيق ثلاثة شروط وهي الدفعة القوية وتغيير بنياني شامل والثالث الاستراتيجية الملائمة، لم تتحقق هذه الشروط على شأن تحقق تنمية.. اليمن على وجه الخصوص معروفة أنه يدور في حكاية حلقات الفقر المفرغة وبالتالي كيف يمكن كسر هذه الحلقة المفرغة؟ وذلك من خلال التنمية الشاملة واحداث تغيير في البنيان الشامل فمثلاً التعليم في اليمن شكلي وغير قادر على الإبداع والإنتاج كما أن ارتفاع الناتج الاجمالي القومي في اليمن ضعيف جداً، فمثلاً الناتج القومي الاجمالي كان يوم الوحدة 6مليار دولار فيما الآن لا يتجاوز 22مليار دولار يعني خلال 22عاماً ارتفع ثلاثة أضعاف؟! هذا الشيء مخز ومحزن، بينما دولة المغرب الذي يقول عنه الناس أنه متخلف كان الإنتاج القومي عام 1990م (9مليار دولار) تجاوز قبل سنتان (90مليار دولار).. فالنمو الاقتصادي بحاجة إلى تنمية وهذا النمو لم يتحقق نتيجة للأسباب السياسية والاجتماعية التي ذكرناها.
اقاليم
واعتقد منذ البداية أن الفيدرالية مدخل لحل الكثير من الاشكاليات، على أساس أن كل منطقة أو إقليم من الأقاليم تدير شؤونها الاقتصادية والتشريعية والأمنية بنفسها وبالتالي إذا فشل هذا الإقليم فسيعود فشله إلى نفسه وهذا الأمر لا يمنع أن ينهض إقليم أخر وبالتالي نهوض أي إقليم سيخلق المنافسة وسيعمم تجربته وخبرته على بقية الاقاليم الأخرى في الجمهورية.
وبالتالي فككنا الصراع على سلطة المركز وبحيث يصبح الصراع على السلطة في الأقاليم وسيكون هنا الصراع محموماً بالمنافسة يرافقه رقابة شعبية واسعة داخل الأقاليم ويمكن معارضة حكام هذه الإقليم بسهولة في حال إساءتهم لإدارة هذه الاقاليم أو ظلمهم في توزيع الثروة.. إلى جانب ذلك سيكون الجيش وطني وفق للتمثيل السكاني ومن جميع المناطق ويكون مستقلاً ولا يحق لسلطة الاقليم التحكم به.
المناطقية موجودة وتتفاقم أكثر يوماً بعد يوم في ظل الدولة البسيطة في الوقت الراهنة لكن  الفيدرالية ستحل هذه المشكلة لأنه عن طريق.. المواطنة المتساوية وسيادة  القانون السائد.
و الأمل يبقى معقوداً  على جدية النخب النخبة السياسية في وضع دستور اتحادي يجنب الوطن والمواطن  كل المخاوف والحلول وينهي النفوذ السياسي.. والارتكان إلى مراكز القوى.
http://www.26sept.info/newspaper/2013/september/1729/6564-6/41919-----l26r.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق