من جهته أكد استاذ الاقتصاد والتمويل المساعد بجامعة صنعاء الدكتور صلاح ياسين المقطري، أن الاستهلاك يمثل محورا رئيسيا في دراسة علم الاقتصاد حيث يعد احد اوجه المشكلة الاقتصادية والمتثمل بالحاجات المتعددة للفرد او المجتمع واي افراط في الاستهلاك دون مراعاة زيادة في الانتاج والموارد سيؤدي حتما الى تفاقم المشكلة الاقتصادية. وأرجع المقطري الاسراف والتبذير وعدم ترشيد الاستهلاك لعدة عوامل اهمها:
الجهل وارتفاع مستوى الامية مما يجعل تأثير العادات والتقاليد السيئة كبيرا على تصرفات الافراد والمجتمع، وحب التفاخر والتظاهر والتباهي وعدم ادراك اهمية الاثار السيئة للتبذير على انفسهم والمجتمع.فظاهرة البذخ والاسراف وعدم الترشيد في الاستهلاك يؤدي حتما على ارتفاع في الاسعار نظرا لارتفاع الطلب الاستهلاكي على السلع والخدمات ممايؤدي الى زيادة الطلب على العملات الاجنبية والذي ينعكس سلبا على قيمة العملة الوطنية في ظل محدودية قاعدة الانتاج والصادرات الوطنية.
ويرى أن ترشيد الاستهلاك سيحدث تلقائيا عندما ترتفع الاسعار خاصة للسلع ذات المرونة المرتفعة مثل السلع الكمالية او السلع التي لها بدائل متعددة ولذوي الدخول المتوسطة والمنخفضة كما ستتأثر كميات استهلاك السلع الضرورية ولو بصورة اقل. فارتفاع الاسعار سيحد من حجم الاستهلاك حيث ستحاول الاسر تكييف حاجاتها مع دخولها الحقيقية.
واوضح المقطري أن ترشيد الاستهلاك بشكله المنظم والمخطط سيؤدي الى استخدام دخول الاسر بشكل امثل ، حيث سيؤدي الى انفاق على الاحتياجات المعتمد على الوعي الاستهلاكي المعقلن وهذا لن يتأتى الا بالتغلب على العوائق التي سبق ذكرها اعلاه.
ودعا المقطري المواطنيين الى التخلي عن العادات السيئة التي تؤدي الى التبذير والبذخ الاستهلاكي في الحفلات والمناسبات والاتجاه الى الاستهلاك العقلاني الواعي والمتزن تجنب المحاكاة في الاستهلاك (سلوك القطيع) عند ارتفاع الاسعار او في حال ندرة السلع بعدم التهافت عليها حتى لايساهموا في ارتفاع اكبر في الاسعار حيث ان هذا السلوك يشجع التجار برفع الاسعار اكثر نظرا لزيادة الطلب عليها.
منوها بضرورة أن يوقظ التجار ضمائرهم بعدم الجري وراء الربح الفاحش على حساب عامة الناس والفقراء كما يتوجب عليهم المساهمة في نشر الوعي الاستهلاكي وعقلنته.
كما دعا المؤسسات الرسمية لتوفير السلع الضرورية وبشكل يكفي الطلب عليها حتى لايحدث ارتفاع مبالغ في الاسعار ووضع السياسات الاقتصادية للحد من استيراد السلع غير الضروية ودعم منظمات المجتمع المدني التي تنشر ثقافة الترشيد الاستهلاكي، ورفع الوعي الاستهلاكي عبر وسائل الاعلام المختلفة من تلفزيون واذاعة ومواقع الكترونية واقامة الورش والندوات لبث رسائل هادفة تنتقد الاستهلاك البذخي والترفي المرتبط بالعادات والتقاليد السيئة لتقدم السلوك الايجابي لتشكيل وعي استهلاكي عن طريق تقليص الاثار السيئة للعوامل التي تعيق الترشيد الاستهلاكي والتي تؤثر سلبا على المستوى الصحي والاقتصادي.
ويمكن ترسيخ ترشيد الاستهلاك عبر العمل على ازالة العوامل التي تؤدي الى انتشار ظاهرة البذخ والانفاق الاستهلاكي مثل العادات والتقاليد السيئة ونشر الوعي الاستهلاكي المتوازن وتوضيخ اضرار الاستهلاكي اللاعقلاني على الفرد والمجتمع. ويتم ذلك عبر التوعية باسس الثقافة الاستهلاكية وبتعاون جميع مكونات المجتمع افرادا وتجار وحكومة ومنظمات المجتمع المدني.
نشر التقرير في صحيفة الناس العدد 510 بتاريخ 16 اغسطس 2010 ص 6.
موضوع مهم جدا لكن هل من الممكن ان يقتنع بة الناس او التجار هذا هو السؤال
ردحذفدكتور مواضيعك كلها ذات اهمية مشكور على الطرح الجميل والواضح